في قرية بعيدة، كان هناك ملك عادل عرف بحبه لشعبه، وبنبل أخلاقه، وبرجاحة عقله وحكمة كلامه، يعامل شعبه بعدل، دون النظر إلى من هذا؟؟ أو كيف هو، أو ماذا يملك، كانت أحكامه عادلة اتجاه من يخرق القانون، سمع ذات يوم بأن هناك رجلا له أخ توفي هو وزوجته وتركا أربعة أبناء،وقد إستولى على كل أموالهم بحجة أنهم لازالو صغار، سمع الملك الحكيم بأمر هذا الرجل الجشع البشع، الذي سولت له نفسه أن يطمع في مال اليتيم، كل همه هو متاع الدنيا دون التفكير بأنه سيسأل يوما ما عن مال اليتيم،قرر هذا الملك أن يلقن هذا الجشع درسا لن ينساه، لذلك أرسل بطلبه، ثم تساءل الرجل الجشع عما يفعله في القصر؟؟ وبعد لحظة حضر الملك، ثم خاطب الرجل قائلا له، لدي مكافأة لك، تعجب الرجل عن أي مكافأة تتحدث يا مولاي؟؟ رد عليه الملك جزاء اهتمامك بأبناء أخيك الصغار،لهذا وضعت لك قطعا ذهبيةكل عشر خطوات، على طول الطريق المؤدية للصحراء، إجمعهاوحينما تكتفي خذها فهي ملك لك، فرح الرجل فرحا شديدا، وشرع يجري مهرولا بجنون، وبدأ بجمع القطع الذهبية، الواحدة تلوى الأخرى، حتى تعب وفكر في أن يعود ليمنحه الملك ما جمع من الذهب، لكنه سرعان ما غير رأيه، وأتم ما بدأ به، ليحصل على المزيد، وجمع ثم جمع حتى امتلأ الكيس وفكر في أن يعود مكتفيا بما جمع، لكنه تردد مرة أخرى، وقرر أن يكمل جمع الذهب ليحصل على المزيد ثم المزيد، ظل الرجل يسير ويسير وعيناه تنظران للأرض فقط باحثا عن القطع الذهبية المبعثرة على طول الطريق، وعندما قرر الإكتفاء،ولاح بنظره الأرجاء وجد نفسه وسط الصحراء القاحلة، لا يدري من أين أتى، أو كيف سيعود وبقي في الصحراء وحيدا حتى مات عطشا.
ما وقع أحبتي لهذا الرجل هو بسبب طمعه وجشعه، وظلمه وجبروته، فالطمع يقود صاحبه للتهلكة لا محالة، لا يعرف معنا للقناعة أو الكفاية، فالقناعة سر من أسرار السعادة، ومن يكتفي بما لديه يعش كريما سعيدا، ومن يرد أن يصل للقمة فعليه أن يعتمد على نفسه، ليصل إلى مبتغاه بعرق جبينه، لا أن يصل على حساب الضعفاء والمساكين.