كان في غابة بعيدة مجموعة من الحيوانات تعيش حياة سعيدة، في أحد الأيام ذهب القنفذ إلى ملك الغابة، الأسد يشتكيه، عن جارته البومة، سأله الملك ماذا فعلت لك البومة أيها القنفذ فهي الطبيب الأول في الغابة، بم آذتك، أجابه باستنكار عن ذاك اللقب الذي أطلقته توا على البومة، ضحك الأسد حتى بدت نواجده، ثم أتم القنفذ كلامه أسألك حلا لنقل اللقب إليّ فأنا الأجدر بذاك اللقب، ابتسم الملك بمكر وقال لخدمه نادوا البومة، ثم جاءت البومة، ليتحداها القنفذ أمام الجميع، سيصنع كل واحد منا سما في منزله ، ثم أسقيها السم وتسقيني، ومن يعالج نفسه هو الأجدر بذاك اللقب، وافق الجميع وحدد الموعد بعد أسبوع، انهمك القنفذ في صنع السم، ولَم يخرج من المنزل طوال تلك المدة، أما جارته البومة، فنادت الفيل والدب وصديقها الجمل، لمساعدتها في تحضير الوصفة، أمرتهم بسكب الماء في برميل كبير، وضربه كل يوم ليصدر صوتا كقرع الطبول،والقنفذ يسمع..يسمع ويسمع كل يوم، حتى وصل الْيَوْم الموعود، أحضر القنفذ والبومة السم، ثم أعطى الملك السم للبومة، شربته واصفر لونها وأصابتها الحمى، لكن بعد ساعة عالجت نفسها وشفيت تماما، ثم أمر الملك القنفذ بشرب سم البومة، وماهي إلا لحظات حتى سقط القنفذ طريحا، مغمى عليه، ثم قالت البومة للملك الأسد، لم أعطه سما، فقط ماءا عذبا وسأشرب منه أمامك سيدي، ثم فعلت البومة ذلك بكل ثقة، ولَم يقع لها شيء، وحافظت على لقبها كالطبيبة الأولى في الغابة.
هنا أحبتي الصغار نرى كيف هزمت البومة الحكيمة جارها القنفذ قبل شرب السم، فقدأسمعته دقات الموت طوال أسبوع، وماكان ذلك سوى ماء عذب في برميل كبير، لكن الوهم قتل صاحبه، لذى أصدقائي الصغار، الإنتصار والهزيمة، النجاح والفشل، كلها نتائج آتية من داخلنا، فإن انتصرنا من الداخل فلن يهزمنا أحد، وإن هزمنا في داخلنا فلن ينصرنا أحد، ثقوا بأنفسكم وآمنوا بذواتكم، فلا شيء مستحيل.