في يوم كسائر الأيام، إجتمع الأصدقاء فيما بينهم، وكان الْيَوْم بداية
عطلة، لذا قرر الأصدقاء، أن يسافروا بعد عناء سنة دراسية، وضعوا مخططا للذهاب
للبحر والإستجمام فيه، ثم قال أحدهم، لم لا نذهبللغابة، أم لأعالي الجبال، أم
الصحراء،عّم الصمت أرجاء المكان، وسط ذهول الجميع، ثم أتم كلامه، أم يجب الذهاب
إلى هذه الأماكن كلها، فهذا أمر سهل، وأعدكم أني سأتكفل بكل شيء، وسأختار حتى
المناطق التي سنزورها، تعجب الآخرون مما سمعوا، وزادهم حماسا، فالسفر لكلتلك
الأماكن مرة واحدة أمر مثير، لذا قرروا ترك أمرالتسيير له بعدما وعدهم، وكيفية زيارة
كل تلك الأماكن دفعة واحدة، ثم افترقوا على أساس أن يتم إعلامهم بموعد الرحلة،
والمهام الموكلة لكل واحد منهم،مر الْيَوْم الأول وتبعه الثاني ثم الثالث،كل واحد
منهمك في أشغاله، منتظرين موعد الرحلة،مر الأسبوع الأول، وتبعه الثاني والثالث،
لكن دون جديد، سئم الأصدقاء الإنتظار، ليقرروا الذهاب لصديقهم، ومسير الرحلة، فكل
الأمور متوقفة عليه، فماهم سافروا مع عائلاتهم، ولا هم ساروا وفق ما خططوا له، أي
الذهاب للبحر والإستمتاع بالرمال الذهبية،ليجدوا أن صديقهم قد ذهب للبحرمع عائلته،
تاركا أصدقاءه خلفه، دون أن يعلمهم بما جرى،
فماهم ذهبوا إلى البحر أوالغابة، إلى الجبال أو الصحراء، أصيب الأصدقاء
بالإحباط الشديد، والعطلة أوشكت على الإنتهاء، ثم استغلوا مابقي لهم من أيام وذهبوا
للبحر دون تفكير أو تخطيط قد يؤخرهم، مرة أخرى.
هكذا هم بعض الناس صغاري يوقفون حياتك بمخططاتهم المستقبلية، تجدهم
كثيري الكلام، مهمتهم هي زرع الحماس في الناس، بمخططات وهمية، ووعود واهية، دون
مسؤولية أو مراعات لمشاعر الآخرين، فقط ثرثرة وكلام، أخرجه اللسان دون أن تعمل به
الذراع، لذا أحبتي إن لم نستطع فعل شيء ما، أو لم نقدر عليه فلا بأس إن إعتذرنا
عنه، دون أن نترك آمال الآخرين معلقة بين أيدينا، فوعد الحر، دين عليه.