وسط غابة كبيرة، نهر جارٍ يقسم الغابة نصفين،
أراد نمر قطع النهر إلى الضفة الأخرى، وجد فرس النهر يستمتع بما يجيده، يغطس هنا
ويخرج من هناك، طلب منه النمر أن ينقله على ظهره إلى الضفة الأخرى من النهر، تمنع
فرس النهر عن ذلك قائلا، هل جننت أتريد مني أن أعطيك لحمي على طبق من ذهب، من هذا
المجنون الذي سيأمن غدرك أيها النمر الشره، أجابه النمر مبتسما، كيف سآكلك وأنا
على ظهرك وسط النهر أتريد أن أغرق، من هذا الغبي الذي يقتل نفسه مقابل وجبة، فكر
فرس النهر للحظة، ثم وافق بعد أن وعده صديقه الجديد بأن يحميه من أصدقائه النمور
إن أرادوا أكله، فحمله على ظهره وسار به وسط النهر، وعند منتصف الطريق، بدأ لعاب
النمر يسيل، ثم نسي نفسه وانقض على رقبة فرس النهر، وبينما هو يصارعه سأله الفرس
ماذا فعلت؟؟ أهذا ما وعدتني به، كيف لك أن تقتلني وأنت تعلم أنك ستغرق، أجابه
النمر الغدر طبعي، وأحد صفاتي وقد غلبتني غريزتي، فمات فرس النهر متأثرا بجروحه،
ومات النمر غرقا وسط النهر.
يصعب في كثير من الأحيان، أن نتنازل عن طباعنا
السيئة، فهذه عادات سواء أكانت في طريقة عيشنا، أو
سلوكاتنا، أو أخلاقنا، لأننا اكتسبناها عن طريق البيئة المحيطة بِنَا، لهذا علينا
أن نغير منها قبل أن نتطبع بها، وحينها يصعب تركها، فمن شبَّ على شيء شاب عليه.