كان في يوم من الأيام، بقرية قرب الغابة، أسرة صغيرة مكونة من أب وأم وطفل رضيع،ذات يوم وجد الزوج كلبا صغيرا في الجوار وعندما تفقده وجده مجروحا، أخذه للبيت وأعطاه الدواء، بعد بضعة أيام شفي الجرو الصغير، ولَم ينس صنيع الزوج، لذا بقي ملازما البيت يحرسه دون أن يأمره أحد بذلك، وبعد شهرين من الزمن، كبر الجرو وصار كلبا كبيرا، صارما في نباحه، إنتقد أهل القرية سلوك الزوج وعاتبوه، لأنه قد ترك الكلب يعيش معه في البيت، ثم تظاهر بأنه لم يسمع شيئا، ذات يوم ذهب الزوج وزوجته للغابة، قصد الصيد، تركوا الكلب يحرس طفلهم، وبعد وقت من الزمن جاء رجل من القرية ينادي بأعلى صوته، ويصرخ..مصيبة، إنها مصيبة، إلتفت الزوج وزوجته وتملكهما الفزع، عن أي مصيبة يتحدث هذا الرجل، بعد أن إلتقط أنفاسه، قال لهم، إن الكلب الذي تركتموه ليحرس المنزل، قد أكل طفلكم، وبسرعة عاد الزوج من حيث أتى، وبندقيته بيده، وعندما وصل وجد الكلب ينبح أمام المنزل، وأنيابه قد تلطخت بالدماء، وبسرعة صوب البندقية نحوه، وأرداه قتيلا، دون سابق إنذار، دخل مسرعا منزله، ثم إذ به يجد ذئبا غريقًا في دمائه، والطفل سالم معافا، لم يمسسه أي خدش، تملك الزوج غضب شديد ممزوج ببكاء حارق، وضاق صدره عليه، وصلت الزوجة وحملت إبنها، وعانقته، وخاطبت زوجها قائلة، لم تبكي ؟؟ فطلفلنا بصحة جيدة، نظر إليها بطرفة عين وخرج مسرعا وعانق الكلب الميت وسط ذهول أهل القرية، صرخ بأعلى صوته سامحني أرجوك سامحني، تسرع الزوج في الحكم على الكلب الوفي، إنطلاقا مما سمعه.
تخيلو معي صغاري، ذاك الكم الهائل من الذنب الذي سيشعر به هذا الزوج، الممزوج بالندم والحسرة، والذي سيرافقه ما بقي من حياته، كم من روح أزهقت هكذا، ظلما ودون محاسبة، وكم من العلاقات قطعت بسبب سوء ظن، هكذا هم بعض الناس صغاري يحكمون على الناس إنطلاقا مما سمعوه، يسيئون الظن ويتسرعون في أفعالهم، لذا لا يجب أن ننظربأعيننا فقط، أو نسمع بآذاننا، علينا استخدام عقولنا قبل أفعال إن ارتكبناها قد نندم طوال حياتنا، ولنعرف الحقيقة ولنسمع للشخص قبل أن نحكم عليه، لا للتسرع، لا لسوء الظن، لا للأحكام المسبقة،
بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: يَاأَيُّهَاالَّذِينَ آمَنُواإِن جَاءَكُم ْفَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنتُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَافَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6) سورة الحجرات