وسط غابة بعيدة، كان هناك أربعة أصدقاء، دبور وذبابة، حلزون وباعوضة، يجتمعون كلما سنحت لهم الفرصة، وذات يوم قرروا أن يقيموا سباقا فيما بينهم، تراجع الحلزون عن ذلك، بحجة أنه بطيء، زيادة على ذلك فهو لا يملك أجنحة كأصدقائه، لذلك فهو سيخسر لا محالة، لكن بعد أن رجوه وافق، إصطف المتسابقون أمام خط الإنطلاق، وبعد العد إلى ثلاثة، بدأ السباق، إنطلق الدبور والذبابة والباعوضة بسرعة كبيرة، حتى ابتعدوا كثيرا، بينما الحلزون لم يجتز خط البداية بعد، فهو خارج السرب، وأصبح السباق بين الثلاثة فقط، وبعد التناوب على الصدارة، ووصولهم لمنتصف الطريق، هبت ريح أخرجت كلا من الذبابة والباعوضة من السباق، بعد أن إرتطموا بأغصان الأشجار، ليبقى الدبوروحيدا في المقدمة،دون منافس الأمر الذي جعله يتهاون في السباق، بل قرر أن يتوقف قليلا بينما يستريح، فقد تعبت جناحاه، حينما قاوم الرياح التي أخرجت أصدقاءه من السباق،أما الحلزون فقد شق الطريق وحيدا، دون منافسة، خطوة خطوة، لارياح تعيقه، ولا أشجار يرتطم بها، إلى أن وصل خط النهاية، بعد عناء وجهد كبيرين، فاز أخيرا بالسباق، وسط ذهول الجميع، لتبدأ الأعذار بالإنهيال على الحلزون، إنك محظوظ، فلولا الرياح لما فزت، لولا الأشجار لما ربحت، لكن الحلزون لم يسمع لا لهذا أو لذاك، فقد كان منتشيا بالفوز هو الأول له.
هنا أصدقائي تعلمنا من الحلزون أمورا كثيرة، منها الجد والمثابرة في العمل، يؤدون للنجاح لا محالة،ثم عدم الإنصات للأعذار الواهية، التي من شأنها أن تحبط أهدافنا، وتبددها لتصير مجرد أحلام، أما الحلزون فهو الآخر قد تعلم أن يثق بنفسه، وأن يُؤْمِن بقدراته، وألا يقارنها بقدرات الآخرين، فلكل منا أشياء يتميز بها، لذا أحبتي الثقة والصبر والمثابرة والإعتماد على الذات هي مقومات النجاح،فل نتمسك بالأمل ولنجعل الصعب سهلا بالإرادة الحديدية، ولنسطر أهدافنا لنصل إليها، آنذاك لابد للأحلام أن تتحقق.