يحكى أنه ذات يوم، في غابة كبيرة كانت تعيش مجموعة من الدببة حياة جميلة، وبينهم كان هناك دبان يافعان، يلهوان ويلعبان، ومع اقتراب موسم العواصف والثلوج، طلبت الأم من دبيها الصغيرين أن يتوليا مسؤولية جمع المؤونة،إلا أنهما لم يباليا بما أوصتهم أمهما، فاللعب استحوذ على معظموقتهما، والأيام تتوالى ولا أحد يحرك ساكنا، والأم توصي وتعيد نفس الكلام، ثم تسمع هي الاخرى مثله، حتى صباح الغد أمي، فموسم الشتاء لازال بعيدا، وفجأة جاءت عاصفة رعدية محملة بالأمطار، يرافقها إعصار يحرك الأشجارالحديثة من أماكنها، أما المعمرة طويلا فإنها تتمايل يمنة ويسرة، هربت الحيوانات واختبأت، أما الدببةإلتجأت لللكهوفوجعلتها وكرا لها، وأيضا تحت الأشجار وبين الصخور، دامت العاصفة يومين كاملين، جاع الدبان، ولَم يجدا ما يأكلانه، وذلك لأنهما لم يعيرا ما كانت تقوله الأم أي اهتمام ودون أية مسؤولية، لذا كان الجوع عقابا لهما، لكي يتعلما أمرا مهما، وهو الإنصات والإنصات، ثم الإنصات.
كثير منا صغاري لا يكترث لما يقوله الآباء لهم، بل منا من يمثل دور الأصم الذي لا يسمع، وهذا أمر غير جيد لأطفال صغار، فلابد من القيام بالواجبات والإعتماد على أنفسنا، في أمور يوكلها لنا آباؤنا، لنكون مسؤولين، وأهم شيء أو كل شيء يمكن أن نستخلصه من قصتنا هذه، أنه لا يجب أن نؤجل عمل الْيَوْم إلى الغد، فللغد عمل آخر.