في يوم من الأيام، وسط غابة كبيرة، كان هناك أرنب سريع، كلما مرَّ
أمام حيوان إلا وتحداه في سباق، حتى استاءت الحيوانات من مضايقات هذا الأرنب
المغرور الذي يتباهى بسرعته، وفِي أحد الأيام، وبينما كل من في الغابة حاضرون والأرنب
أمامهم، يدعوا أحدهم لينافسه في سباق كعادته، لكن ما من منافس، وبعد لحظة سُمِع
صوت خافت قادم من الوراء يقول أنا أتحداك أيها الأرنب المغرور، تعجبت جميع
الحيوانات، يلتفت بعضهم لبعض، ليروا من هذا المنافس المغوار، ثم إذ بسلحفاة تتقدم
ببطئ شديد للأمام، ضحك الأرنب حتى سقط أرضا، أما الحيوانات فكعادتها مستاءة من
تصرفاته، قبل الأرنب التحدي، أخذ المتسابقان مكانهما، وبعد العد، واحد إثنان، إنطلق
السباق، وانطلق الأرنب مسرعا مخلفا وراءه الغبار، وحينما إلتفت لم يجد وراءه أحد،
قطع نصف المسافة بسرعة مذهلة، فقرر أن يرتاح قليلا، فالسلحفاة لم تنطلق بعد من
مكانها، فهي مذهولة من وقْعِ ما حدث، بعد تشجيع من أصدقاءها واصلت السباق، خطوة
تتلوها خطوة، مرت أمام الأرنب النائم وتجاوزته، وكلها إصرار وعزم، بعد وقت طويل
استيقظ الأرنب من قيلولته، وقرر استئناف السباق لكن بعد فوات الأوان، فقد وجد كل
من في الغابة مسرورا مبتهجا لوصول السلحفاة خط النهاية محتلة الرتبة الأولى، صدم
الأرنب المغرور مما رأته عيناه، لأنه ضمن الفوز بالسباق قبل أن يبدأ، وبسبب غروره
وتبجحه خسر كل شيء…
لا داعي أحبتي بأن نتفاخر أو نتكبر بما نملكه، فالغرور قد ينسينا من
نحن، وقد نؤذي الآخرين بذلك.