في صباح يوم باكر ذهب فلاح لأحد جيرانه، يطلب منه حبلا، لكي يربط به
حماره أمام المنزل، فأجابه الجار بأنه لا يملك ما يريده، واقترح عليه بأن يقوم
بنفس الحركات حين يود ربط حماره، وأن يتظاهر بأنه يربطه، وهكذا لن يبرح الحمار
مكانه، قام الفلاح بالمطلوب، وفِي صباح الْيَوْم الموالي وجد الفلاح حماره في
مكانه كالعادة، ثم فرح فرحا شديدا، فربت عليه وأراد أن يذهب به إلى الحقل، إلا أن
الحمار رفض تماما أن يتحرك، حاول و حاول لكن دون جدوى، يئس صديقنا الفلاح، ثم قرر
أن يذهب عند جاره ليستفسر عن السبب، ثم سأل الجار الفلاح هل تظاهرت للحمار بأنك تفك
رباطه، أجابه الفلاح باستغراب كيف سأحرره من رباطه وهو غير مربوط أصلا، فأجابه
الجار الحكيم هذا بالنسبة لك، أما بالنسبة للحمار فهو لازال مربوطا ولن يتحرك حتى تتظاهر
بأنك تفك عنه الرباطكما تظاهرت بأنك تربطه ووجدته مكانه، عاد الفلاح من جديد
وتظاهر بأنه يفك رباط الحمار، فتحرك الحمار دون مقاومة وذهبا للعمل سوية..
علينا أصدقائي ألا نسخر من هذا الحمار، وألا ننعثه بالغبي، فهو مجرد
مثال عن كثير من الناس حولنا، صاروا أسيري عادات وقناعات وهمية، لا جدوى منها ولا
صحة لها، تجعلهم لا يستطيعون فك هذا الحبل الوهمي عن عقولهم، هناك قرارات علينا أن
نتخذها بأنفسنا وذلك بمساعدة آباءنا ومعلمينا، فل نرتقي بعقولنا أحبتي..